إن التركيز الأول لبرامج الوقاية من تعاطي المواد البديلة هو التقليل من تعاطيها، لكن بما أن المشكلات السلوكية، بما فيها تعاطي المواد البديلة والعنف والخروج عن القانون والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق، جميعها تتشارك في عوامل المخاطرة، فالتقليل من عوامل المخاطر المشتركة قد يعني تقليل مشكلات سلوكية متعددة.
الأولاد العنيفون في سن الحضانة وحتى الصف الثالث الابتدائي يكونون أكثر عرضة لتعاطي المواد البديلة والخروج عن القانون ؛ لكن، السلوك العنيف قبل مرحلة الحضانة في الطفولة المبكرة لا تزيد من كون الطفل عرضة لهذه المخاطر. عندما يمتزج سلوك الطفل العنيف في سن مبكرة بالعزلة والانسحاب، فهناك خطر أعظم لما قد يكون هذا الطفل عرضة له في مراهقته/ها.
هذا الخطر المتزايد ينطبق أيضاً على السلوك العنيف الممزوج بزيادة النشاط أو نقص التركيز.
يتضمن عامل الخطر هذا أيضاً على السلوك اللا اجتماعي المتكرر في سن المراهقة المبكرة، مثل سوء السلوك في المدرسة أو عدم الحضور أو الدخول في شجارات مع أطفال آخرين ؛ إن الشباب من الجنسين الذين يتورطون في هذه السلوكيات خلال سن المراهقة المبكرة هم في خطر متزايد لتعاطي المخدرات والخروج عن القانون والعنف وترك المدرسة والحمل في سن المراهقة.
الشباب الذين يشعرون أنهم ليسوا جزءاً من المجتمع، وأنهم غير ملزمين بقواعده، لا يؤمنون بأن عليهم أن يحاولوا لكي يصبحوا ناجحين أو مسئولين، أو الذين يتمردون على المجتمع، هم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والخروج عن القانون وترك المدرسة.
قد يكون للانعزال والتمرد خطر خاص جداً على شباب الأقليات ؛ فإن الأطفال الذين يختبرون التمييز باستمرار قد يتجاوبون عن طريق إبعاد أنفسهم عن الثقافة المسيطرة على المجتمع والتمرد عليها.
على الجانب الآخر، فالعديد من مجتمعات الأقليات تمر بتغيرات ثقافية خطيرة بسبب انتقالهم إلى مجتمع مختلف ؛ والمشاعر المتضاربة التي يشعر بها هؤلاء الأطفال في هذه المجتمعات عندما تتفاعل العائلة وأصدقاء العمل اجتماعياً أو يتزوجون من خارج من ينتمون لنفس ثقافتهم، قد تتداخل مع تنمية هوية ثقافية وعِرقية واضحة وإيجابية.
إن الشباب الذين يرتبطون بأصدقاء متورطين في مشكلة سلوكية، كالخروج عن القانون أو تعاطي المواد البديلة أو نشاط عنيف أو جنسي أو ترك المدرسة، هم أكثر عُرضة للتورط في نفس المشاكل السلوكية.
وهذه واحدة من أكثر المؤشرات التي أوضحتها هذه الدراسة ؛ حتى عندما يأتي الشباب من عائلات كانت تدار بشكل جيد ولم تجتز بعوامل خطر أخرى، فمجرد الخروج برفقة أصدقاء متورطين في مشكلة سلوكية يزيد من احتمالية تعرض الطفل لهذه المشكلة ؛ إلا أن الشباب الذين يختبرون القليل من عوامل الخطر أقل عرضة للتفاعل مع أصدقاء متورطين في مشاكل سلوكية.
أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين لهم أصدقاء خارجون عن القانون يكونون أكثر عرضة لتناول الكحوليات والمخدرات الأخرى والتورط في سلوك خارج عن القانون أو التورط في العنف أكثر من الأطفال الذين ليس لهم أصدقاء خارجون عن القانون.
لكن تأثير التورط في عصابة على تناول الكحوليات وتعاطي المخدرات الأخرى والخروج عن القانون والعنف يفوق تأثير الأصدقاء الخارجين عن القانون في مثل هذه السلوكيات.
إن أفراد العصابات هم أكثر عرضة لتناول الكحوليات أو المخدرات الأخرى والتورط في سلوكيات خارجة عن القانون وأعمال العنف أكثر من الأطفال الذين لديهم أصدقاء خارجون عن القانون.
خلال سنوات المرحلة الابتدائية، عادةً ما يعبّر الأطفال عن توجهات اجتماعية وأخرى مضادة للمخدرات والجريمة ؛ فلديهم صعوبة في إدراك سبب تعاطي الناس للمخدرات وارتكاب الجرائم وترك المدرسة.
لكن في المرحلة الإعدادية يتعرفون على المشاركة في مثل هذه الأنشطة، فمواقفهم/توجهاتهم تتغير تجاه قبول أكبر لهذه السلوكيات ؛ هذا القبول يضعهم في خطر أكبر.
كلما بدأ الشباب مبكراً في تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم والتورط في أنشطة عنيفة وترك المدرسة والنشاط الجنسي، كلما زادت احتمالية تعرضهم لمشاكل سلوكية فيما بعد.
فعلى سبيل المثال، تُظهر الدراسة أن الشباب الذين يبدأون تعاطي المخدرات قبل سن الخامسة عشر فاحتمالية تعرضهم لمشكلات مع المخدرات ضعفان ما قد يتعرض له من مشاكل مع المخدرات إذا انتظر لسن ما بعد التاسعة عشر.
اتصل بخط المساعدة
خط المساعدة الخاص بنا هنا من أجلك أنت وأي شخص آخر يلعب دورًا داعمًا في حياة الشاب الذي يعاني من تعاطي المخدرات.
أرسل إستشارتك إلى متخصص