إن التركيز الأول لبرامج الوقاية من تعاطي المواد البديلة هو التقليل من تعاطيها، لكن بما أن المشكلات السلوكية، بما فيها تعاطي المواد البديلة والعنف والخروج عن القانون والحمل في سن المراهقة وترك المدرسة والاكتئاب والقلق، جميعها تتشارك في عوامل المخاطرة، فالتقليل من عوامل المخاطر المشتركة قد يعني تقليل مشكلات سلوكية متعددة.
يحتاج الصغار أن يشعروا بالقبول من أصدقائهم، وهذا يعني أن لأصدقاء ابنك أو ابنتك تأثيراً كبيراً عليه أو عليها ؛ وإذا كان أولئك الأصدقاء يتعاطون المخدرات أو الكحوليات، حتى على سبيل التجربة، من المحتمل أن يفعل أبناؤك مثلهم، لذلك إذا كنت تعتقد أن ابنك أو ابنتك يعاني من مشكلة تتعلق بالمخدرات بسبب سلوكيات أصدقائه لا تنتظر حتى تتغير الأمور، فهذا قد لا يحدث.
المجتمع دائم التغير، وتكرار التغير وشدته يمكن أن يسببا شعوراً بالخوف والقلق ؛ كذلك فإن القلق بخصوص المستقبل يمكن أن يخلق لدى الصغار رغبة شديد بالحصول على الراحة من خلال شيء يساعدهم على التأقلم ؛ وتواجه القيم كثيراً من التحديات، وقد تصل إلى الشباب رسائل متضاربة.
الصغار ــ مثل الكبار ــ لا بد أن يتعاملوا مع الضغوط والمشكلات المختلفة مثل المرض، أو الانفصال الأسري، أو الانتقال لمكان جديد ؛ وكما هو الحال مع الكبار، قد يعتقدون أن الكحوليات والمخدرات يمكن أن تعمل على تخدير الألم والقلق ؛ كذلك تؤثر مشكلات مثل تفكك الأسرة، أو موت أحد أفرادها، أو أحد الأصدقاء المقربين على الصغار.
إن وجود قدر معين من الاكتئاب أمر طبيعي بين المراهقين، وبينما يجتاز البعض فترات الاكتئاب بسرعة يستمر آخرون فيه أسابيع أو شهوراً.
بعض الصغار يكبتون مشكلاتهم داخل أنفسهم، لذلك قد يشعرون بأنهم منعزلون، ويفقدون القدرة على اتخاذ أي خطوة ؛ وهم على أقل تقدير يحتاجون إلى شخص يستمع إليهم، ويتفهم حالتهم.
ومن الشائع أن يلوم الصغار المكتئبون أنفسهم على الحالة التي يعيشونها.
إذا كان الطفل يتمتع بشبكة قوية من الأصدقاء وأفراد الأسرة، والمعلمين.. الخ، ممن يمكنه التحدث معهم فلديه فرصة أفضل للتعامل مع مشاعر الاكتئاب.
في ظل توافر مواد ذات أسماء ودلالات مثيرة ينجذب الشباب للفوائد التي قد يظنونها في تعاطي المخدرات ؛ كذلك قد يرى كثيرون أن النشوة الناتجة عن المخدر ليست هروباً من الواقع أو الألم فحسب بل ونوعاً من اللهو الذي يسهل الحصول عليه.
نستطيع أن نجزم بأن (الوالدين هما أعظم مؤثر في حياة الأبناء) وهذا ما تؤكد صحته الأبحاث والدراسات، إذا يملك الوالدان أعظم فرصة لإبطال المؤثرات السلبية (عوامل الخطر) على أبنائهم والتأكيد على أو إضافة مؤثرات إيجابية (عوامل الحماية).
هل تعتقد أن عوامل الخطر والحماية هي نفسها اليوم مقارنة بما كانت عليه الزمان الماضي؟
عادة ما نسمع الآباء والأمهات يقولون إن العالم صار مكاناً مخيفاً أكثر مما كان في أيامنا نحن، وكذلك صارت التربية مهمة أكثر صعوبة وإرهاقاً.
لا شك أن بعض الأمور قد تغيرت، لكن الهدف من هذا الحوار هو مساعدتنا على إدراك أنه لا تزال هناك أرضية مشتركة بين خبراتنا وخبرات أبنائنا في النشأة ؛ وينبغي ألا تغيب عن أنظارنا هذه الأمور المتشابهة الحيوية فيما يتعلق بتنشئة أبنائنا، إذ إنها تشكل مرجعية رائعة ؛ بكلمات أخرى، لا تزال التربية تشكل تحدياً، لكن في سياق مختلف.
اتصل بخط المساعدة
خط المساعدة الخاص بنا هنا من أجلك أنت وأي شخص آخر يلعب دورًا داعمًا في حياة الشاب الذي يعاني من تعاطي المخدرات.
أرسل إستشارتك إلى متخصص