السلوكيات الوقائية الخاطئه

إننا لا نحتمل أن نعيش من منطلق معتقد سلبي طوال الوقت ؛ كما أنه غالباً ما تكون هناك مرات قليلة شعرنا فيها شعوراً طيباً تجاه أنفسنا عندما تلقينا مديح أو إعجاب من آخرين لشيء فعلنا ؛ أو ربما اختبرنا شعور داخلي بالإنجاز عندما أتممنا عملاً ما بنجاح.

يميل المخ لتسجيل مثل هذه الأفكار والمشاعر الإيجابية ويتمسك بها بشدة مكوِّنا  ما يسمى:

المعتقدات الإيجابية المشروطة Conditional Beliefs

بالنسبة لمن عاش في بيئة سلبية، المعتقد السلبي هو المعتقد الراسخ وهو الذي يعمل تلقائياً دون وجود شروط، أما  المعتقد الإيجابي المشروط فلا يعمل إلا في وجود شرطه.

لحماية هذه المعتقدات الإيجابية المشروطة يقوم الإنسان منذ الطفولة بتبني ما يمكن أن نسميه:

سلوكيات وقائية Protective Behaviors

هذه السلوكيات تهدف إلى منع تنشيط المعتقدات السلبية الراسخة، و تنشيط المعتقدات الإيجابية المشروطة. أي أن الطفل يدرّب نفسه أن يفعل كل ما لا يجعله يشعر أنه سيء و يريحه و لو وقتياً من الشعور المستمر بالسوء والدونية. 

  • إذا لم يعلق أحداً تعليقاً إيجابياً على ما فعلت، فهذا معناه أنني كنت سيئاً ؛ من لديه معتقد سلبي راسخ لا يحتاج إلى  تعليق سلبي لكي تصله رسالة الرفض واللوم ؛ الصمت وحده يكفي في المعتقد السلبي راسخ لدرجة أنه يعمل تلقائياً دون مثير ؛ أما المعتقد الإيجابي يحتاج إلى حدوث شيء إيجابي لتشغيله ؛ لهذا فإن مثل هذا الشخص يصارع من أجل أن ينتزع التعليقات الإيجابية بأي صورة من الصور من خلال المبالغة في خدمة الآخرين أو الرغبة في إرضائهم.
  • يجب أن ألفت انتباه الجميع، لكي يلاحظوا وجودي، وإلا فلن ينتبه إلى وجوي أحد ؛ هذا المعتقد السلبي الراسخ ربما يعاني منه من تعرض للتجاهل و الإهمال الشديد ؛ وبالتالي يحاول باستماتة أن يجتذب الانتباه ربما من خلال التهريج المبالغ فيه أو الملبس المثير أو المبالغة في التباهي بالإنجازات و النجاحات، أو ربما يحاول التقليل من شأن الآخرين لكي يحصل وحده على الإعجاب.
  • يحب ألا أخطئ مطلقاً أي خطأ ولو بسيط، يشغل المعتقد السلبي الراسخ، لذلك يتبنى مثل هذا الشخص سلوكاً وقائياً يتميز بالرغبة في الكمال، فالكمال وحده هو الذي يحميه من الشعور السلبي بالسوء والرفض.
  • يجب أن أعمل بأكثر من طاقة البشر ؛ الإنسان الذي لديه معتقدات سلبية راسخة، لا يكفيه أن يعمل بطريقة معتادة ؛ يجب أن يعمل بطريقة فائقة للطبيعة حتى يحصل على وصف الآخرين له بالاجتهاد. عندما يصمتون فهذا معناه أنه غير مجتهد بما فيه الكفاية!
  • إذا لم أحصل على الدرجة النهائية فأنا أقل من الجميع! الدرجات العادية لا تكفي لمنع تشغيل المعتقد السلبي ولا تكفي لتشغيل المعتقد الإيجابي المشروط ؛ هذا الشخص لا يحتمل أن يكون “عادياً” فهو إما خارق للعادة و إلا فهو سيء جداً!

بالطبع هذه السلوكيات الوقائية تؤدي إلى الكثير من الادمانات والسلوكيات القهرية مثل:

إدمان إرضاء الآخرين:

لأننا تعلمنا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلنا نشعر أننا بخير. إرضاء الآخرين من الممكن أن يتحول إلى قيد شديد من السيطرة والإدمان، حيث لا يمكن إرضاء الآخرين بشكل مطلق ومستمر!

هوس الكمال:

لابد أن يكون ما نفعله كاملا ً بلا عيب، لأن أي عيب (ولو صغير) يقوم بتشغيل المعتقد السلبي، أما الكمال وحده فهو الذي يقوم بتشغيل المعتقد الإيجابي المشروط.

التجنب:

خوفاً من عدم النجاح وتشغيل المعتقد المحوري السلبي، يلجأ الإنسان إلى تجنب أي موقف قد يتعرض فيه للتقييم.

التظاهر:

أي الظهور بأي مظهر يجلب المديح والقبول من الناس، ولو على حساب الجوهر الحقيقي.

شارك الموضوع :
Share on facebook
Share on twitter
Share on pinterest
Share on mix
Share on xing
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on tumblr
Share on email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على هذه الصفحة
    Add a header to begin generating the table of contents

    اتصل بخط المساعدة

    خط المساعدة الخاص بنا هنا من أجلك أنت وأي شخص آخر يلعب دورًا داعمًا في حياة الشاب الذي يعاني من تعاطي المخدرات.

    أرسل إستشارتك إلى متخصص